الوحدة لغويا وروحا ومعنى

الوحدة بكسر الواو وليست الوحدة بفتح الواو الكسر والفتح والكسر يغير المعنى فالأولى معناها التجمع والتكاتف والتناصر والتلاحم والتحابب والتعاون وإنضمام اثنين فأكثر وترمز إلى القوة والهيبة والثبات وتضمن الحقوق وتعطي الثقة بالنفس وتعزز المكانة وتُبلغ المرام وتحفظ الأرض والمكان وتزرع الأمان وتحقق الأحلام وتعمل المنجزات وتبعد الخوف والقلق وتنشر الطمأنينة وتبعث السرور وتتوج أهلها بالشجاعة وتجعلهم سادة الزمان ، ترهب العداء وتدحر الطغيان ، تكسر القيود لا ترضي بالهوان تبني الوطن وتغرس الجذور تصوب المشورة وتسدد الرأي ونحسم الأمور وهي واجب ديني وعكسها تماما يكون الوَحدة بفتح الواو ومعناها الإنطواء والانزواء بعيداً عن الآخرين وهذا النوع إذا أصاب المجتمع قد يؤدي إلى التفرق والشتات والضياع والتنافر والتخاذل والحرمان ،،، .. الخ

فمن هنا ومن هذا المنطلق وبعد أن فهمنا معني الوحدة كم هي عظيمة وكم لها تعود على البلاد والفرد والمجتمع ولما تكون فوائدها عظيمة لتوحد شخصين فما بالك لو توحد شعبين عظيمين فما هي هذه الفوائد التي سيجنيها هذا الوطن المحظوظ بإرادة اتلله وإرادة شعبة العظيم بعزيمتهم وقدرتهم وتفهمهم لهذا الشأن العظيم والمكانة السامية التي رزقهم الله من سابع سماء من حبه لهذا الشعب العظيم وإرادته له أن يكون مثالا للشعوب في زمن التفكك والحروب وهذا يعود على حكمتهم ورجاحة عقولهم ورقة قلوبهم لقوله عليه الصلاة والسلام (( أتاكم أهل اليمن هم ارق قلوبا والين أفئدة)) وقال صلى الله عليه وسلم (( الإيمان يمان والحكمة يمانية )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن هذه هي الهبة الأولى لأهل اليمن من ربهم سبحانه وتعالى ولكنها لم تكن الأخيرة ففي عهد السبئيين أنعم الله على هذا البلد بجنتين عن يمين وشمال وفيها من كل الثمرات حتى أن الواحد كان يمشي في الجنة ويحمل فوق رأسه سلة وتتساقط فيها الثمرات حتى تمتلئ ويعود إلى داره ليقدمها وجبة هنيئة بدون كلل ولا تعب وهذا من طيب هذه الأرض ورضاء الخالق جل شأنه على أهل اليمن الناس البسطاء والطيبون أصحاب الأفئدة اللينة الذين أحبهم الله وأثنى عليهم وتعدد ذكرهم على لسان رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديث عده كما قال فيهم بمعنى الحديث من علامات الساعة أنه يأتي زمن يملأ الأرض عدلاً وأماناً حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الموت والذئب على غنمه فهنيئاً لهذا الشعب العظيم بهذه المكانة العظيمة التي أثنا بها عليهم الرسول الأعظم ومدحه لهم دون أن يصل إليهم أو يعيش بينهم ولكنه لا ينطق عن الهوى انه إلا وحي يوحى علمه شديد القوى , فأحبهم لحب الله لهم ومكانتهم العظيمة عند الله هنيئاً لكم أيها اليمانيون أصحاب القلوب المؤمنة السموحة والأفئدة اللينة وأهل الحكمة يا راشدون يا عظماء كونوا كما أرادكم ربكم وأستعظمكم وأعلى مكانتكم عن بقية الشعوب هنيئاً لكم بوحدتكم التي تعتبر نقطة ارتكاز لوحدة الوطن العربي وجمع شملهم وجسر عبور لتحرير الأراضي المقدسة المغتصبة من قبل اليهود والصهاينة عبدة الطاغوت الذين لابد لهم من يوم سيركعون أمامنا كالعبيد ونذبحهم كالبهائم ونثأر لإخواننا ونطهر الأرض منهم ونتوحد وحدة عربية بقوة القوي الجبار كما توحدنا في بلادي اليمن ودمرنا الطغيان وقضينا على الخونة الأنذال عباد الدينار إخوان الشيطان وطهرنا أرضنا اليمن وأبعدنا الحواجز وجعلنا البلد واحد من أقصاه إلى أقصاه بلد واحد شعب واحد أرض واحدة يمر الراكب فيها من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الموت أو الذئب على غنمه هذا هو وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أربعة عشر قرناً حمداً لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله سبحانه وتعالى ربي جل علاه منحنا كل خير بهذه الوحدة العظيمة فيجب علينا أن نحافظ عليها ونرجع إلى ربنا ونتأمل لطفه بنا ونعمته لنا لا ننكر عليه هذه النعمة فالوحدة تعد نعمة من اكبر النعم التي منً الله بها على أهل اليمن فبعد الوحدة صرنا بلد واحد وجسد واحد وأسرة واحدة إختلطنا ببعضنا البعض صرنا أصهار وأنساب وأخوان لحمة واحدة تعارفنا بعد أن كنا لا نعرف بعض يفصل بيننا برميل وبضع أمتار أنتشر الأمن والأمان في كل مكان صرنا بأمان وهذه نعمة عظيمة بحد ذاتها لماذا ننكر هذه على الوحدة ؟؟ الوحدة نعمة ربانية لا نربطها بأحد ولا نعلق عليها أخطاء أحد أو مساوئه فمن أساء أساء لنفسه والسيئ نقول له سيء إلى وجهه ولا نعمم لأن هناك أناس شرفاء سعوا وراء إيجاد هذه النعمة وحدة اليمن شمالا وجنوبا وهم يستحقون كل خير وشكرهم هو المحافظة على إنجازاتهم , إنهم أنجزوا شيء عظيم ورمز شامخ وعلم بارز يرفرف فوق رؤوس كل اليمانيون ويتفاخر بها كل العرب الذين يحلمون بوحدة عربية تلمهم وتلم شعثهم وتوقض سباتهم وتحيي قلوبهم وتثبت إيمانهم وتقوي عزيمتهم وترفع مكانتهم بين الأمم لكي يتقهقرون أمام الغرب والصهاينة الأمساخ غضب الله عليهم وقاتلهم أين ما كانوا إنه على كل شيء قدير وهو يقول للشيء كن فيكون ولكن هذا إبتلاء لكم يا أمة محمد فهل تصبرون وتحتسبون ثبتكم الله وسدد خطاكم آمي يارب العالمين

وأعود لأهلي أهل اليمن أهل بلدي كونوا يداً واحدة وأمنوا بوحدتكم أنها نعمة من الله لكم في الأرض واسعوا إلى إصلاح بلدكم بصلاحكم فإذا صلحتم صلح البلاد وأسندوا كل من سعى بإنجاز هذه الوحدة المباركة وحافظوا عليها كما تحافظون على أبنائكم في مستقبلكم ومستقبل أبنائكم وحافظوا على أمنكم وإستقراركم كي لا تندمون كما ندم غيركم من قبلكم إنهم كانوا ينددون كما تنددون اليوم ويطالبون بالتحرر من حكامهم ويستقون بالغرب كي يحرروهم ولا كن كالمستجير بالرمضاء من النار رغم ما كانوا عليه من نعمة الأمن والإستقرار والسكينة والعيش براحة البال , لا أدافع عن أحد ولكن طاعة ولي الأمر من طاعة الله ولو كان ظالماً وظلم الحكام هو إبتلاء من الله لعباده لتخاذلهم وتساهلهم عن طاعتها وعن أركان دينهم الحنيف وظلمهم لبعضهم البعض فكما وليتم وليا عليكم وهذا هو واقعنا وإذا غضب الله على قوم ولى عليهم أرذلهم وهذا من رحمة الله لهم فإن الأمم السابقة كان إذا غضب الله عليهم أنزل عليهم عقوبة عظيمة أعذاب شديد فمنهم من خسف بهم الأرض ومنهم من أغرق ومن جعل عليهم الأرض صفصفا وغير ذلك فأعتبروا وعودا إلى ربكم وعودوا إلى رشدكم فإن الذي فيكم من أنفسكم .لا تلتفتوا لضعاف النفوس الحاقدين على وطننا والذين هم يعملون لصالح دول الغرب الذين يريدوننا متفككين وينظرونا لوحدتنا بعين حاقدة لماذا ؟ ... لأنها قطعت عليهم رزقهم فهم طامعين في احتلال بلادنا من قديم الزمن وأكبر مثال البريطانيون حين أخرجناهم من جنوب الوطن وهم كارهون..,

وأخيرا الوحدة اليمنية جوهرة ثمينة فحافظوا عليها بما أتيتم من قوة يا أهل اليمن من أجل اليمن, اليمن أغلى